المرحلة الأولى الحصول على رقم هاتف الفتاة و الاتصال بها ، و هذه
أهمُّ و
أخطر مرحلة ؛ لأن الفتاةَ هنا تكون هي الأقوى ، و إذا أغلقت الباب و لم تستجب له نجت بإذن الله تعالى
المرحلة الثانية البدء بالمكالمات ، و لا يريد الشاب من الفتاة في هذه المرحلة أكثرَ من أن
تقبل الاستماع إليه . فيجري الحديث بينهما على حياء منها بأسلوب هاديء و
لغة نظيفة ، و الهدف كما ذكرت هو أن يجري بينهما كلام فقط ، و أن
تتكرر هذه المكالمات ، و يتحدث الشاب معها غالباً باسم مستعار
المرحلة الثالثة تكوين العلاقة العاطفية فإذا تكررت المكالمات فإن الميل العاطفي يقع في قلب
الفتاة بكل سهوله ، و ليس ثمت أقوى في تقوية العلاقة العاطفية من
تكرار المكالمات ، و يستعمل الشاب في هذه المرحلة وسائلُ أخرى كسماع
مشاكلها المدرسية أو البيتية و السعي في حلها ، و إشعارها بصدقه و
أمانته حتى تطمئن إليه ، و أنها محلَّ اهتمامه الخاص ، حتى تتعلق
الفتاة عاطفياً بهذا الشاب و ربما أهداها هاتفَ جوال ، أو رقمَ شريحةِ
بطاقةٍ مسبوقةِ الدفع ، حتى تكلم بجوال آخر لا يعلم عنه أحد من أهل
البيت
المرحلة الرابعة إذا تعلقت الفتاة بهذا الشاب يكثر الحديث بينهما عن جانب المحبة و الارتياح
و الرغبة في الزواج ، فتعيش الفتاة حينها في الأوهام ، و لا ترى في
هذا الشاب إلا صفاتَ المدح و الثناء و لا ترى العيوب ، و لا تطيق الصبر
عنه ، و تكون حينها في غاية الضعف أمامه
المرحلة الخامسة الخروج معه بالسيارة للمرة الأولى ، و يكون هدف الشاب منها هو كسر حاجز
الخوف ، و لذلك فإنه يكتفي بالتجول بالسيارة قليلاً ، ثم يعيدها بسرعة ، و
مع ذلك فهي خطوة جريئة تخطوها الفتاة بسبب التعلق العاطفي الذي أعمى
بصرها
المرحلة السادسة تكرار الخروج معها بالسيارة و النزول معها في المطاعم العائلية ، و ربما
ذهب بها إلى بعض الأماكن العامة كالمنتزهات و الملاهي و الحدائق .. و من
علامات الريبة دخول شاب و فتاة في مطعم عائلي في الفترة الصباحية و
قبيل صلاة الظهر في أيام الدراسة
و خلال المرحلتين السابقتين يُكثر فيها الشاب من كلمات المديح و الثناء و
الإعجاب ، و أنه يريد الزواجَ منها ، و يصحب ذلك تقديم الهدايا ، و لا
تكاد أن تسلم أي علاقة من هدية الجوال ، و يحاكي الشاب فيها نفسيةَ و
ميولَ الفتاة ، فيكون مهتماً كثيراً بمظهره ، و نوعِ الجوال و الرقمِ
المميز ، و اختيار السيارة المناسبة و التي قد يستعيرها أو يستأجرها . و الشباب المتمرس ف
ي استدراج الفتيات غالباً ما يكون لديه أكثر من جوال ، و يخسر خلالها أموالاً كثيرة بسبب فاتورة الهاتف
و خلالَ المراحلِ السابقةِ أيضاً يستميت الشاب في الحصول على ما أمكن من
المستمسكات على الفتاة بدأً بستجيل جميع المكالمات ، و الاحتفاظ بما
يأخذه منها من صور أو غيرها ، و ربما قام بتصويرها بالتصوير
الفوتوغرافي أو الفديو من خلال كامرا الجوال ، أو بعض الكامرات الصغيرة
التي يخفيها في السيارة أو في المكان الذي يختليان فيه
و هذه المستمسكات عبارة عن ضمانات يضعها الشاب في يده ضد هذه الفتاة ، حتى
يضمنَ استمرار العلاقة بها ، و يضمن عدم تبيلغها عنه لو تابت من فعلها ،
و أهم أهدافه هو أن يهددها بإيصالها إلى أهلها و نشرها في الأنترنت إن
رفضت الخروج معه و الخلوة به .. و بعض
الشباب ينشر في الإنترنت كل صورة لفتاة يحصل عليها .. و لما ضبط أحد
الشباب في حالة اختلاء وجد في سيارته ألبوماً مليئاً بالصور لفتيات كثيرات و هن في أوضاعٍ مختلفة
المرحلة السابعة الاختلاء الأشد إن صح التعبير ، و يكون في مكان خاص ؛ كالمنزل أو الفندق أو
الشقق المفروشة أو الاستراحة .. و كل فتاة رضيت بأن تختلي مع شاب في
مثل هذه الأماكن ، فقد أعلنت تركها للعفاف ، و لحوقها بركب البغايا و
المومسات .. و يستعمل الشباب حينها عدداً من الوسائل التي لا أرى من المناسب ذكرها و التي يتحقق بها اغتيال الفضيلة
المرحلة الثامنة بعد المرحلة السابعة تدخل الفتاة في نفق مظلم ، و تعاني من آلامٍ نفسية ،
و تدخل في دوامةٍ مليئةٍ بالمشاكلِ المعقدة .. و قد وقفت على عدد كبير
من هذه المشاكل من خلال أسئلة الهاتف و لا يدرك كربها إلا من عايشها :
مشكلةُ حمل السفاح ، و مشكلةُ ستر الفضيحة بالزواج ، و حينما يتخلى
الشابُ عنها ، و حينما يتقدمُ لخطبتها فيرُفض بسبب الأعراف الاجتماعية
.. و تبقى هذه الفتاة بلا زواج أو تتزوج و تعيش معاناة أخرى تنتهي
غالباً بالطلاق
و الفتيات اللواتي يبادرن
الشباب بالاتصال ، و تركب مع أي شاب منحرف دون المقدمات السابقة هن في الحقيقة
ممن مررن بالمراحلِ السابقة وتجرأن على الفساد .. وغالباً ما تكون عرضة
للتعرف على الشباب و الاتصال المحرم متى ما سمحت لها الفرصة
إن تلك الفتاة لم يخطر ببالها حينما كانت عفيفةً أنها ستخلو بشاب أجنبي
عنها في يوم من الأيام ، و لكن اتباعها لخطوات الشيطان أوقعها في جريمة
العلاقة مع شاب أجنبي عنها
قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }
( النور 21 ) .
إن أخطرَ المراحلِ السابقة هي المرحلةُ الأولى و هي قضية الاتصال الهاتفي و نظراً لغفلة كثير من الناس عن مخاطره فسأبين موضوع الاتصال الهاتفي عند الذئاب البشرية في
استدراج الفتيات :
أهم ما لدى
الشباب المنحرف من أجل اصطياد الفتاة هو الحصول على رقم هاتفها ، و لديهم
وسائلُ كثيرة من أجل الحصول على رقم الهاتف ؛ و من وسائلهم : الاتصال
العشوائي حتى يقع على صوت فتاة ، فتغلقُ السماعةَ في المرة الأولى ، ثم
يستمر في معاودة الاتصال وإرسال رسائل الجوال حتى تضعف
ومن وسائلهم ما يسمى بالترقيم و هي الطريقة الشائعة بين
الشباب ، و هو أن يكون لدى الشاب أوراقٌ صغيرةٌ وضع فيها رقمه و اسمه المستعار
، و يرميه على الفتيات المتبرجات في الأسواق و الأماكن العامة و ربما
وضعه في الحقيبة أو كيس الأغراض و نحو ذلك . فتأخذه الفتاة و هي لا
تريد الاتصال عادة و لكن قد تأتيها لحظات ضعف فتتصل ، أو أنها تعطي
الرقم لزميلتها فتتصل
و لهؤلاء
الشباب الساقط تفنن في كيفية صيد الفتيات بالترقيم ، فهذا شاب عرض رقم جواله
للبيع في جريدة جامعية ؛ لأنه يبدأ بــ (055 ) و هذا له دلالة عند كثير
من الساذجات ، فاتصلت إحدى طالبات الجامعة بكل بساطة من أجل شراء
الرقم ، و استطاع الشاب
استدراج الفتاة و بعد شهرين فقط من الاتصال الأول استطاع أن يأخذها من الجامعة
أيام الاختبارات و أن يركبها في سيارته .. و ضبط مختلياً بها في بيت
أحد أقاربه
ومن الطرق أيضاً حصول الشاب على الرقم من طريق إحدى زميلاتها ، و ربما أخذ
الرقم من دفتر تلفونات قريبته .. و من أشهر طرق الوصول إلى الهاتف هو
شبكة الأنترنت من خلال برنامج المحادثة ( الشات ) و لا يدخله
الشباب إلا بحثاً عن الفتيات ، فيمكث عدة ساعات فإذا تعرف على فتاة نقلها من
الغد على المسنجر و تبدأ العلاقة بينهما عبر المسنجر أو البريد
الاكتروني و يستمر التواصل بينهم على هذه الحال عدة أسابيع حتى يتحقق
من ميل عاطفة الفتاة إليه وتعلقها به ، ثم يأخذ منها رقم الهاتف
والشيطان يستدرج الطرفان ، بل يأتي الحديث أحياناً من الشاب بالرغبة في
التوبة إلى الله و يسأل عن بداية الطريق فتسعى الفتاة في دلالته على بعض
الكتب و الأشرطة النافعة ، و ربما كان العكس هو الذي يبدأ بدلالتها على
الخير ؛ لأن هدف الشاب تكوين العلاقة و أن يجري الحديث بينهما حتى تقع
في شراك العلاقة العاطفية ، و أذكر هنا قصة مؤثرة :
قدمت مرة محاضرة في إحدى المدارس الثانوية للطالبات : و كان من ضمن الأسئلة
المكتوبة : أن فتاة تعلقت بشاب من خلال الهاتف ، و استمرت الاتصالات
بينهما و كان يحثها دائماً على طاعة الله ، و ذكرت أنها حافظت بسببه على
صلاة الوتر و أذكار الصباح و المساء ،
و لكنه في النهاية دعاها للخروج معه