مهدي .:: مدير المنتدى ::.
الساعة الان : الدولة : عدد المساهمات : 1220 تاريخ الميلاد : 02/10/1988 تاريخ التسجيل : 28/01/2012 العمر : 36 الموقع : https://alomsia.yoo7.com/ العمل/الترفيه : صحافي المستقبل المزاج : رائع دائما
| موضوع: البديع لغةً الثلاثاء مايو 01, 2012 4:03 pm | |
| البديع لغةً
البديع لغةً: المخترَع على غير مثال سابق، وهو مأخوذ من قولهم بدع الشىء وأبدعه: اخترعه لا على مثال. البديع فعيل بمعنى مُفعل أو بمعنى مفعول، ويأتي البديع بمعنى اسم الفاعل، كما في قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [البقرة/117، الأنعام/101] أي مبدعها وخالقها، ولا يطلق الإبداع بمعنى الخلق أي الإبراز من العدم إلى الوجود إلا على الله. البديع اصطلاحًا: هو علم تُعرف به الوجوه والمزايا التي تزيد الكلام حسنًا وطلاوة، وتكسوه بهاءً ورونقًا، بعد مطابقته لمقتضى الحال ووضوح دلالته على المراد. ووجوه التحسين أساليب وطرق معلومة لتزيين الكلام وتنميقه. وتحسين الكلام بعلم المعاني والبيان «ذاتي» وبعلم البديع «عرضي». ووجوه التحسين إما معنوية وإما لفظية. فالبديع المعنوي هو الذي تأكّدت فيه رعاية المعنى دون اللفظ، فيبقى مع تغيير الألفاظ، كقول أبي العتاهية [1]: [الوافر] أتطلب صاحبًا لا عيب فيه وأنت لكل من تهوى رَكوبُ! والبديع اللفظي هو ما رجعت وجوه تحسينه إلى اللفظ دون المعنى، فلا يبقى الشكل إذا تغير اللفظ، كقول أبي الفتح البستي[2]: [المتقارب] إذا ملِكٌ لم يكن ذا هِبَهْ فدَعْه فدولتُهُ ذاهِبَهْ[3] فإنك إذا أبدلت لفظة «ذاهبه» بغيرها ولو بمعناها يسقط الشكل البديعي بسقوطها. وملخص القول: إن المحسنات المعنوية هي ما كان التحسين بها راجعًا إلى المعنى أولا وبالذات، وإن حسّنت اللفظ تبعًا، والمحسنات اللفظية هي ما كان التحسين بها راجعًا إلى اللفظ بالأصالة، وإن حسّنت المعنى تبعًا. وقد أجمع العلماء على أن هذه المحسنات خصوصًا اللفظية منها لا تقع موقعها من الحسن إلا إذا طلبها المعنى، فجاءت عفوًا من دون تكلف. وينقل السيوطي عن أبي جعفر الأندلسي قوله عن البديع: «وهو أخص الفنون الثلاثة لتركبه من الفنين وزيادة... وهما بالنسبة إليه كالحياة والنطق بالنسبة للإنسان، فلا يوجد البديع بدونهما كما لا يوجد الإنسان بدون الحياة والنطق، والمعاني بالنسبة إلى البيان كالحياة بالنسبة إلى النطق، فتوجد المعاني بدونه كما يوجد الحيوان بلا نطق، ولا عكس كما لا عكس... وأنواع البديع في الكلام كالملح في الطعام، وكالخال في الوجنات، إذا كثر قبح وخرج عن باب الاستحسان، فكذلك البديع إذا كثر وتكلف مجّته الطباع، وإنما يحسن إذا وقع في الكلام سهلا مستعذَبًا عاريًا عن التكلف»[4]. فمرتبة هذا العلم بعد مرتبة علمي المعاني والبيان، حتى إن بعضهم لم يجعله علمًا على حدة، وجعله ذيلاً لهما، لكن تأخر رتبته لا يمنع كونه علمًا مستقلًّا. ولو اعتبر ذلك لما كان كثير من العلوم علمًا على حدة، فتأمَّل. وواضع علم البديع عبد الله بن المعتز، ثم اقتفى أثره قُدامة بن جعفر الكاتب، ثم ألّف فيه كثيرون، مثل: أبي هلال العسكري. ابن رشيق القيرواني. صفي الدين الحلي. ابن حِجَّة الحَموي. وغيرهم[5]. مبادئ البديع العشرة: ينبغي لكلِّ طالب لفنٍّ أنْ يتصوَّرَهُ ويَعرفَ مبادئه قبلَ الشُّروعِ فيهِ لِيكونَ على بصيرةٍ فيه. ويحصلُ التصورُ بمعرفةِ المبادئِ العشَرةِ المنظومةِ في قولِ بعضِهِمْ[6]: [بحر الرَّجَزِ] إنَّ مَبَـادِيْ كُـلِّ فنٍّ عشَـرهْ الحـدُّ والموضـوعُ ثُمَّ الثَّـمَرَهْ والاسمُ الاسـتمدادُ حُكْمُ الشَّارِعْ وفَضْلُهُ ونِسْـبَةٌ والواضِــعْ ومَنْ دَرَى الجميعَ حَـازَ الشَّرَفا مسائلٌ والبعضُ بالبعضِ انتفى 1ـ حدُّه: علم يُعْرَف به وجوهُ تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة، وهذه الوجوه ضربان، ضرب يرجع إلى المعنى، وضرب يرجع إلى اللفظ. 2ـ موضوعُهُ: اللفظ العربي من حيث التحسينُ والتزيينُ العرضيان بعد تكميل دائرتي الفصاحة والبلاغة. 3ـ غايتُهُ وفائدتُهُ وثمرته ومنفعته وغرَضه: الاحتراز عن خلو الكلام عن التحلية بالمحسنات البديعية، والتطرية لنشاط السامع، وزيادة القبول في العقول، وتحصيل هذه الملَكة[7]. 4ـ استمدادُهُ: من القرآن والسنة وشعر ونثر أهل الأدب. 5ـ فضلُهُ: بفضل ما يؤدّيه بالنِّسبةِ والاعتبار، فشرفه بشرف فائدته. 6ـ مسائلُهُ: تَتَبُّع الخطب والرسائل والأشعار المتحلية بالصنائع البديعية. 7ـ واضعُهُ: أول من سمَّاه بهذا الاسم وألَّف فيه عبد الله ابن المعتز. 8ـ نِسْبَتُهُ لباقي العلومِ: التَّبايُنُ والاختلاف. 9ـ اسمُهُ: البديع. 10ـ حُكْمُ الشَّارعِ فيهِ: وجُوبُهُ الكِفائيُّ (أي إذا قام به بعض المسلمين سَقَطَ الحَرَجُ عن الباقين)[8]. [1] من قصيدة: متى تتوب، إلا أن الشعر في ديوانه غير ما أورد أحمد الهاشمي في جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع: [الوافر] وكيف تريد أن تُدعى حكيمًا وأنت لكل ما تهوى رَكوبُ! أتطلب صاحبًا لا عيب فيـه وأيّ الناس ليس له عيوبُ؟! أبو العتاهية، ديوان أبي العتاهية. [2] علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز البستي، شاعر عصره وكاتبه. ولد في "بست"، قرب سجستان. مات في بلدة "أوزجند" ببخارى. له ديوان شعر صغير. وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها: "زيادة المرء في دنياه نقصان". مجهول الولادة، وتوفي سنة 400هـ . خير الدين الزركلي، الأعلام. [3] محمد بن عبد الرحمن القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة. [4] عبد الرحمن السيوطي، شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان. [5] أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع. راجع: عبد الرحمن السيوطي، شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان. عبد الرحمن السيوطي، جنى الجناس، المقدمة. [6] قائل الأبيات مجهول. [7] يقول محمد التهانوي: «وأما منفعته فإظهار رونق الكلام حتى يلج الآذان بغير إذن، ويتعلق بالقلب من غير كدّ. وإنما دوَّنوا هذا العلم لأن الأصل وإن كان الحسن الذاتي، وكان المعاني والبيان مما يكفي في تحصيله، لكنهم اعتنوا بشأن الحسن العَرَضي أيضًا». محمد التهانوي، كشَّاف اصطلاحات الفنون. [8] ذُكرت في عدة كتب تُعنى بالبديع، منها: طاش كبري زاده، مفتاح السعادة ومصباح السيادة. | |
|
همسة نجود المشرفة العامة
الساعة الان : الدولة : عدد المساهمات : 3240 تاريخ الميلاد : 07/08/1992 تاريخ التسجيل : 05/02/2012 العمر : 32 الموقع : في قلب العشاق العمل/الترفيه : طالبة جامعية المزاج : كا لهمسة العابرة تحس بها ولا تسمع لها صوت
| موضوع: رد: البديع لغةً الخميس يونيو 21, 2012 10:56 pm | |
| | |
|