علوم التمريض وهندسة غابية وهندسة المبلورات.. علوم تحتاج إلى توضيح
تخصصات غريبة ينفر منها الناجحون في شهادة البكالوريا
يجد الطلبة الناجحون في بكالوريا دورة جوان 2012 أنفسهم مجبرون وحائرون بين اختيار تخصصات غير مرغوب فيها، أو التوجه للتخصصات العسكرية بسبب حصولهم على البكالوريا بدرجة مقبول أي بمعدل 10 و11، كما حمل المنشور الوزاري للموسم الجامعي المقبل تخصصات مبهمة وأخرى غامضة تحتاج لتفسير.
وجد الحائزون على بكالوريا الشعب الأدبية بمعدلات عالية تفوق 14 من 20 ، أنفسهم متساوين في الحظوظ والخيارات بين الحائزون على معدلات مقبولة، بسبب قلة التخصصات المطروحة، ففي الوقت الذي تخصص الوزارة 5 مدارس تحضيرية لنجباء الشعب العلمية والتقنية، لا يحظى الحائزون على بكالوريا الشعب الأدبية بهذه الميزة، كما أن الحائزين على معدلات عالية في الشعب العلمية يتجهون لدراسة الطب والصيدلة وتفتح لهم التخصصات العسكرية أبوابها، إلا أن الحائزين على معدلات عليا في الشعب الأدبية لا خيار لهم غير اعتناق مهنة التدريس في المدارس العليا للأساتذة ولا خيار لهم غير تدريس اللغات والتاريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية وحتى الموسيقى.
هذا عن الحائزين على معدلات عليا، لكن الكارثة التي يعانيها الحاصلون على معدلات بدرجة مقبول تجعلهم مجبرين على خيار لا مفر منه وهو انتقاء تخصصات غير مرغوب فيها وحتى غامضة.
يدرج المنشور الوزاري رقم 02 المؤرخ في 24 ماي من السنة الحالي تخصصا ميتا بالنسبة للطلبة يتمثل في تخصص علوم الأرض والكون، مع أن هذا التخصص رائد في الدول الأوربية والأمريكية غير انه في بلادنا يتحاشى الطلبة التسجيل في هذا التخصص غير المرغوب فيه.
يتحاشى أيضا المتحصلون على شعبة بكالوريا اللغات والآداب تخصص اللغة الروسية وهي تخصص غير مرغوب فيه بالجامعات.
ومن بين التخصصات الأخرى التي وسعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو عدد من الجامعات والمراكز الجامعية هو تخصص فنون، حيث يرفض الطلبة أيضا تخصص لغة وثقافة أمازيغية حيث يبقى من بين التخصصات التي يتجه إليها طلبة فقط طلبة منطقة القبائل.
وبدرجة أقل لا يزال تخصص تسيير التقنيات الحضرية تخصصا غير مرغوب فيها، ويحتاج إلى تفسير ففي أي مجال سيعمل الحاصلون على هذه الشهادة بعد التخرج؟
تخصص علوم اجتماعية وإن كان يضم عددا من التخصصات المحببة لدى بعض الطلبة كعلم النفس لكن إدراج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعدد من التخصصات تحت هذا الغطاء يجعل الطلبة يتحاشون هذا الجذع المشترك خوفا من التوجيه الجامعي فيما بعد.
ومن الميادين غير المرغوب فيها أيضا تخصص فنود درامية وتشكيلية والتي تبقى محببة فقط لدى هواة هذا النوع من التخصصات أو الموهوبين، فكيف يرغم طالب غير موهوب على دراسة تخصصات كالسينما والمسرح؟.
وتندرج عدد من التخصصات الأخرى غير المرغوب فيها في دليل الطالب الناجح لهذا الموسم مثل حفظ التراث وفنون العرض المسرحي ودراسات مسرحية وتبقى هذه التخصصات مطروحة في الدليل كل موسم وغير مرغوب فيها في بلد يبقى ميتا ثقافيا ويبقى فيه المسرح حكرا على الموهوبين والمحبين لهذا النوع من التخصص.
ومن بين التخصصات التي لا يعرف حتى الطلبة معناها نجد في المنشور الوزاري تخصص هندسة ''المبلورات'' وهو المدرج تحت تخصص علوم وتكنولوجيا، إلى جانب تخصص ري.
ولعل أكثر التخصصات غير المرغوب فيها هو تخصص نظافة وأمن صناعي والذي لا يعرف الطالب ماذا سيحمل من شهادة بعد تخرجه؟
ومن بين التخصصات التي وجدت تخصص علوم غابية وتخصص علوم فلاحية فما هو الفرق بين علوم غابية وعلوم فلاحية؟.
واستحدثت وزارة التعليم العالي لهذا الموسم تخصص علوم التمريض والذي لا يعرف الطلبة ما هو بالضبط؟ وأي شهادة سيحملها الطالب بعد تخرجه من الجامعة.
وتبقى هذه التخصصات بالرغم من أهميتها لدى بعض الدول المتقدمة إلا أنها في بلادنا تبقى تخصصات غير مرغوب فيها وهو ما يبرر زحف الطلبة كل موسم دراسي نحو التخصصات العسكرية.